كهوف الملح ..... أبرز المقاصد السياحة بمصر

العودة إلى الطبيعة باتت أمرا ملحا للكثير من الراغبين في التخلص من أعباء الحياة ومشاقها، بعيدا عن المستشفيات الصحية التقليدية، ويتجه الكثير من السياح إلى مصر هذه الأيام للاستمتاع بما تحويه من مصادر طبيعية متنوعة، لا سيما الملح الصخري الذي انتشر في صورة كهوف ملحية، وأخذ منحى جديدا لعلاج الأمراض.
انتشرت الكهوف الملحية في مصر مؤخرا، وارتبط إنشاؤها بالمناطق السياحية، حيث توالى بناؤها في مدن شرم الشيخ جنوب سيناء، والغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ومنتجع بورتو سخنة بمحافظة السويس (شرق القاهرة)، وفي عام 2009 تم تدشين أول كهف ملحي مصري في شرم الشيخ.
وأثبتت البحوث والدراسات قدرة الملح الصخري على علاج الكثير من الأمراض، ومنها الربو والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، كما يساعد على التخلص من بعض الأمراض الجلدية، كالصدفية والإكزيما.
ويعدّ الملح الصخري أنقى أشكال الملح، حيث يخلو من الملوثات البيئية ومكوناتها الكيميائية، وصنفته شركات السياحة المصرية كأحدث برنامج علاجي سياحي في مصر.
وتعد كهوف الملح من المزارات السياحة العلاجية التي تقصدها العديد من الجنسيات الأجنبية القادمة إلى مصر، لا سيما دول روسيا وبيلاروسيا وبولندا وإستونيا، بجانب بعض دول أوروبا الغربية، ومنها ألمانيا والسويد، بينما يقتصر الإقبال العربي على مواطني الكويت والإمارات، حيث توجد بهاتين الدولتين كهوف ملحية أيضا.
وتستقطب السياحة العلاجية عددا لا بأس به من السائحين الوافدين الراغبين في الاستشفاء، حيث تزخر مصر بأنماط متنوعة منها، ومن تلك الأنماط الرمال الغنية بالعناصر المشعّة التي تشفي أمراض الروماتيزم، والعيون الكبريتية التي تشفي من أمراض العظام والجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية، وأيضا ينابيع المياه الساخنة التي تشهد إقبالا كثيفا من الزائرين.
كهوف الملح تعد من المزارات السياحة العلاجية التي تقصدها العديد من الجنسيات الأجنبية القادمة إلى مصر، ويقتصر الإقبال العربي على مواطني الكويت والإمارات
ويوجد في القاهرة أول مستشفى طبيعي وهو بعيد عن زخم المدن السياحية، والذي يوفر للزائرين علاجا تكميليا للشفاء من المرض.

ويتم العلاج بالكهوف الملحية من خلال استنشاق جزيئات الملح التي تقوم بتنظيف المسالك التنفسية، فالملح معقّم ومضاد طبيعي للبكتيريا، ويمكن لأيّ شخص أن يخضع للعلاج الطبيعي، حتى الأطفال.
ويعمل الملح الصخري على تفتيت الطاقة السلبية في الجسم والتي تتكون من الأيونات السالبة، ما يساعد على الاسترخاء وتحقيق الهدوء النفسي والحدّ من التوتر.
تأخذ كهوف الملح في تصميمها شكل الكهوف الجبلية، ولا يستطيع السائح أن يرفع فيها رأسه، وإلا فسوف تصطدم الرأس بصخور ملحية مدببة مدعمة بطبقات من الملح، ويشبه الكهف أحد مناجم الملح، فالغرف مصممة ومجهزة من الملح الجاف، والجدران عبارة عن مكعبات ملحية متراصة، أما الأرض فيتناثر فوقها الملح الخشن، بينما الهواء مشبع بالأملاح الطبيعية.
ويعد العلاج بالملح جزء من تراث المصريين القدماء، حيث أولى الفراعنة اهتماما كبيرا به، وكان ملوك مصر القديمة ينثرون الملح في أركان المكان في أثناء افتتاح المعابد لاعتقادهم بالسحر والحسد، ولتعقيمه وتطهيره من البكتيريا والجراثيم والتخلص من السموم، وفي أوروبا يصفون الملح بالعلاج التكميلي، وينصح الأطباء مرضاهم بزيارة كهوف الملح للعديد من المرات خلال الشهر الواحد.

وتتنوع التصاميم الملحية داخل كهف الملح، فالأباجورات والشموع الملحية، بجانب تصاميم تتخذ الشكل الهرمي، تلقى قبولا لدى الزائرين، لا سيما الأجانب منهم.
وتتداخل الألوان الهادئة مع الاشكال التي صممها خبراء المعالجة بالألوان واختيرت بشكل علمي ومنهجي، لتساعد على الاسترخاء ومد الإنسان بطاقة إيجابية.
ويتم تزويد تلك التصاميم بمصابيح كهربائية تعمل على تسخين الملح الذي يتطاير منه البخار المزود بمواد معدنية لفتح مسام الجلد أمام الهواء ما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، والقضاء على سموم الجسم.
ويسع كهف الملح 25 شخصا، يجلسون لمدة 60 دقيقة، على أنغام الموسيقى الهادئة ، والبعض من الزائرين يجلسون، والبعض الآخر يستلقي أو ينام، ويمسك الجالس منهم بحفنة من الملح الخشن في يده كأنه يمارس رياضة اليوغا الشهيرة، بينما النائمون تغطي أجسادهم كمية كبيرة من الملح، تساعدهم على مد الجسم بالطاقة الكافية المستمدة من الملح الطبيعي.
ويتوافر الملح الصخري في كثير من المناطق في مصر، أغناها الجبل الملحي الواقع في واحة سيوة بمرسى مطروح (غرب مصر)، ومثلث حلايب وشلاتين على الحدود الجنوبية الواقعة بين مصر والسودان، والصحراء الغربية مرورا بالخط الحدودي بين مصر وليبيا، كما تتميز مصر بتوافر عشرات الأنواع من الأملاح، نظرا لتنوع بحيراتها الملحية، البالغة 10 بحيرات.
كهوف الملح ..... أبرز المقاصد السياحة بمصر
4/ 5
Oleh